لمـاذا تلجـأ العائـلات
إلى التعليم الخصوصي
الملف من إعداد وتنسيق نجاة بطل بمساهمة: عبدالعزيز بلبودالي، عبداللطيف الكامل، عب
تختلف
آراء آباء وأولياء أمور التلاميذ حول موضوع التعليم بشقيه العمومي
والخصوصي، وتتنوع وجهات نظرهم فيما يخص اختياراتهم بين هذا القطاع وبين
ذاك، إلا أن الملاحظ هو وجود قناعة مشتركة بين غالبيتهم حول تراجع مردود
التعليم العمومي لعوامل متعددة؛ مما جعل اللجوء إلى التعليم الخصوصي
اختيار يفرض نفسه بقوة كقطاع يلبي كل الحاجيات بالرغم من التكلفة المالية
التي يتطلبها الانتساب إليه.
في ما يلي ارتسامات وتصريحات بعض
المواطنين من مختلف الشرائح المجتمعية التقتهم الجريدة توضح أسباب ودوافع
عزوفهم عن هذا القطاع وإقبالهم على ذاك...
{ { أبو إكرام،
صحفي: «لا أحد يمكنه أن ينكر، اليوم، أن التعليم أصبح استثمارا مهما في
حياة الإنسان لضمان حد أدنى من الإمكانيات لأبنائه إذا أراد أن يكون لهم
الحق في الالتحاق ببعض المؤسسات التعليمية العليا ما بعد الحصول على شهادة
البكالوريا. هذه الشهادة التي إن لم يكن لحاملها معدل متفوق، فإن مستقبله
سيضيع ويصبح عالة على أسرته، علما أنه عندما يكبر الأبناء ويحال الأب على
التقاعد ويصبح الدخل محدودا، فإن دفع مقابل تعليمهم يصبح كلغة صعبة المنال.
ونظرا
لأن الدولة تخلت، كليا، عن التعليم من خلال إغلاق العديد من المدارس هنا
وهناك، والسماح لرجال التعليم ونسائه بالمغادرة الطوعية، والحد من نسبة
التوظيف بالقطاع، زيادة على المشاكل التي يعرفها التعليم العمومي
والمتمثلة أساسا في تحديد أعلى نقطة يمكن أن يحصل عليها التلميذ في مادة
ما، والتي تكون بمثابة عرقلة لفتح أبواب المستقبل أمام الأبناء. لكل هذا
اضطررت، شخصيا، لتسجيل ابنتي إكرام بإحدى المؤسسات الحرة بسطات التي بها
رجال تعليم وطاقم تربوي مشهود له بالكفاءة، وكنت أدفع مقابل تعليمها بدون
أدنى مشاكل.
واليوم، أصبح لها أخوان عصام وإسماعيل، سجلتهما معا في نفس
المدرسة بالدار البيضاء بالقطاع الخاص رغم كلفتها المرتفعة، لكن تكوينها
يشفع لها بذلك.
اليوم، وأمام كثرة المصاريف التي أؤديها شهريا، فإني
فكرت في أن أحوِّل - على الأقل - إكرام التي تدرس بالقسم التاسع (إعدادي)
إلى التعليم الحكومي، لكن العديد من الأصدقاء بما فيهم رجال تعليم نصحوني
بأن أتركها بالقطاع الخاص وأتحمل المصاريف براتب لا يتجاوز 7500 درهم
كصحفي له 20 سنة عمل.
حقيقة، إن المصاريف كثيرة تتمثل في: 3500 درهم
للبنك لأداء القرض السكني، كلفة تعليم إكرام 1450 درهم وعصام 1150 درهم
وإسماعيل 1250 درهم.
وللحقيقة، فإن زوجتي وأم أبنائنا تتحمل المصاريف
الأخرى. ولولا مساعدتها، ما تمكنتُ من جعل أبنائنا يتابعون دراستهم
بالقطاع الخاص. ولو كانت لي الإمكانيات المالية لأرسلتهم للدراسة باليابان
أو ألمانيا».
{ { مصطفى ريفي (إطفائي): «أعتقد أن التعليم الخصوصي
قد أصبح واقعا وليس اختيارا. لقد تدنى مستوى التعليم العمومي بشكل كبير،
وانعدمت فيه كل شروط التحصيل الدراسي.. هناك عدة عوامل دفعتني إلى تسجيل
ابني في مدرسة خاصة بالرغم من تكاليفها الباهظة، هناك جودة المناهج
والتدريس، هناك الانضباط الجيد للمدرسين وتفانيهم في العمل. إلى جانب ذلك،
تتوفر المدرسة الخاصة على مرافق ممتازة وعلى جودة عالية في بنيتها
وهندستها».
{ { ميلودة عزفر ( عاملة): «التعليم العمومي ولت أيامه وذهب
زمانه.. أظن أن الجميع يتفق حول أفضلية التعليم الخصوصي لاعتبارات متعددة.
فيما يتعلق بي، فقد اخترت رفقة زوجي الذي يشتغل سائقا لسيارة أجرة، تسجيل
طفلتنا في مدرسة خاصة لما تبيحه هاته المدرسة من ظروف جيدة للتحصيل
الدراسي. نحن نتحمل تكلفة مالية باهضة، لكن ذلك لايمنع من شعورنا
بالارتياح لما تلقاه طفلتنا من عناية ممتازة من طرف مدرسين ومدرسات يحملون
كفاءة علمية وتربوية عالية. بالاضافة إلى ذلك، نحس بالاطمئنان على طفلتنا
وهي بالمدرسة حيث كل شروط الامان والرعاية متوفرة».
{ { خليفة (
كهربائي): «درس اثنين من أبنائي في التعليم العمومي، نجحا في مسارهما وهما
يواصلان حاليا تحصيلهما الدراسي على المستوى الجامعي، أما الابن الثالث،
فبإلحاح من إخوته ووالدته، فقد قمت بتسجيله في مدرسة خاصة. لقد اتضح لنا
وسط الاسرة، أن التعليم العمومي لم يعد يمنح ، كما في السابق، مساحات
كافية للاطمئنان والآمان.. توجد بالقرب من منزلنا مدرسة ابتدائية عمومية
تفتقد في الواقع لكل الشروط المــــناسبة للتلقين الــــــدراسي، فبنايتها
مهتـــرأة، وأبوابها ونوافذها متساقطة، إلى جانب أننا نعاين مدرسيها وهم
خارج غرفات الدرس يتسامرون ويتحدثون تاركين التلاميذ بدون أدنى اهتمام»
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
موضوع: لمـاذا تلجـأ العائـلات إلى التعليم الخصوصى 
السبت مايو 24, 2008 5:50 pm
