توقيف مدير بتهمة التحرش الجنسي بتلميذات إعداديته بمراكش
07:01 | 23.05.2008مراكش: عبد الكريم ياسين | المغربية
أكدت مصادر عليمة لـ"المغربية" أن لجنة نيابية مكونة من نائب وزير التربية
الوطنية بمراكش، والمفتش الجهوي للمصالح الاقتصادية، ورئيس مصلحة تدبير
الحياة المدرسية ورئيس مصلحة التربية غير النظامية.
أصدرت،
أول أمس الأربعاء، قرارا بتوقيف (س.ع) مدير إعدادية المنصور الذهبي،
الواقعة بحي جنان العافية بمراكش، بصفة مؤقتة في انتظار مثوله أمام أنظار
المجلس التأديبي والمراكز الإدارية لتتخذ في حقه الإجراءات اللازمة.
وأضافت المصادر نفسها أن اللجنة النيابية توصلت أثناء التحقيق التفصيلي،
الذي باشرته في موضوع تعرض بعض تلميذات المؤسسة التعليمية المذكورة للتحرش
الجنسي، إلى كون المدير يمارس الشذوذ الجنسي، ويتحرش جنسيا بتلميذات
المؤسسة داخل مكتبه، بشكل منتظم من دون إثارة انتباه العاملين معه،
مستعملا في ذلك جهاز حاسوبه الخاص، الذي عثرت فيه اللجنة على مجموعة من
المواقع الإباحية، كان المدير يتردد عليها باستمرار ليستخرج منها معلومات
حول الأجهزة التناسلية وما شابهها.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بمراكش،
استمع أول أمس الأربعاء إلى بعض التلميذات ضحايا التحرش الجنسي، اللواتي
أكدن جميعا، استنادا إلى شكاية تقدمن بها، حصلت "المغربية" على نسخة منها،
أن المدير يتحرش بهن ويغريهن بمبالغ مالية تصل في بعض الأحيان إلى ألفي
درهم، وصرحت إحداهن أنها حضرت ذات يوم إلى مكتب المدير، فوقع نظرها على
بعض الصور الخليعة بشاشة حاسوبه الخاص، وعندما شرع في تفحص جسدها الصغير
بنظرات غريبة همت بالانصراف، إلا أنه أمسك بيدها وحاول تقبيلها بالقوة،
فانتفضت منه وابتعدت عن المكتب.
وأكد حميد اعبيدة، رئيس اللجنة النيابية في لقاء مع "المغربية"، أن اللجنة
أنجزت تقريرا شاملا في هذه القضية، التي استأترث باهتمام متتبعي الشأن
التعليمي بمدينة مراكش، يتضمن النتائج التي توصل إليها البحث التفصيلي في
القضية، إضافة إلى تصريحات بعض الأساتذة، الذين تلقوا شكايات التلميذات
ضحايا التحرش الجنسي، موضحا أن المدير بعد مساءلته اعترف بالمنسوب إليه،
ليتقرر إعفاؤه من مهامه بشكل احترازي.
ومن المنتظر أن يعطي وكيل الملك بالمحكمة نفسها، تعليماته للضابطة
القضائية لفتح تحقيق في الموضوع، والاستماع لجميع الأطراف في محاضر
قانونية.
وفي السياق ذاته، عبرت جمعية آباء وأولياء التلاميذ عن استنكارها
واستيائها العميق لهذه الأفعال التي وصفتها بـ"المشينة"، كونها صادرة عن
مدير مؤسسة تعليمية، مشيرة إلى أنها تعد مظهرا من مظاهر تردي الوضع في
الفضاءات التعليمية، التي يفترض أن تضمن فيها كرامة التلميذ وحقه في
اكتساب المعرفة، إضافة إلى تأطيره وتربيته على ضرورة احترام مبادئ الأخلاق
العامة.